لماذا يجب علينا تعلم اللغات
تخيل موقفك وأنت تنوي التقدم للعمل خارج البلاد، وكان ذلك العمل لا مثيل له إلا في الأحلام. لكن هناك مشكلة واحدة فقط تواجهك، وهي أنه ينبغي عليك أن تكون ماهراً في لغة لا تجيدها، والوقت ليس في صالحك.
لعل الأمر يبدو كمهمة مستحيلة، إلا أن خبراء اللغة يعتقدون أن بإمكاننا تعلم مهارات التواصل الأولية باللغة الأجنبية خلال أسابيع فقط، وإجادة الجوانب الأساسية لتلك اللغة خلال عدة أشهر.
ومع أننا لن نصل بسرعة إلى مستوى الطلاقة التي تتيح لنا فهم الأعمال الأدبية التقليدية المكتوبة بتلك اللغة الأجنبية، سنتمكن من فهم العبارات والمصطلحات الفنية التي تتعلق بما نحتاجه، سواء كان ذلك عملاً في السلك الدبلوماسي، أو في شركة متعددة الجنسيات لصناعة الرقائق الإلكترونية.
إليك بعض الدوافع لتعلم لغات جديدة :
تعزيز الثقافة –
إنّ تعلّم اللّغات يُتيح للفرد التّعرف إلى ثقافات جديدة، ويُمكّنه من تبادل الخبرات والمعرفة بينه وبين الآخرين؛ مما يعزّز الوعيّ الثّقافيّ، وعن طريق الثّقافة يتمكّن الشّخص من بناء علاقات مع النّاس في مختلف مناطق العالم، إلى جانب تعلّم احترام القيم والأعراق والثّقافات المختلفة، والتمكّن من الاستماع للأفلام الأجنبية والموسيقى والأدب بلغاتها الأصلية، والتعرّف إلى تاريخ بلدان جديدة، كما يُمكن للشّخص أن يُعيد النّظر بثقافته أيضاً وفهمها بطريقة جديدة.
تعزيز التّواصل مع الآخرين –
إنّ السّفر إلى إحدى البلدان الأجنبية خلال العمل أو الإجازة سيكون أكثر سهولةً عند إتقان عدّة لغات؛ حيث سيتمكّن الشّخص من قراءة الصّحف والأخبار وطلب الطّعام الذي يُفضّله بسهولة، كما سيجد أنّ السكّان المحليين أكثر حبّاً وترحيباً به نتيجة قيامه بالتّحدّث بلغتهم وإبدائه الاهتمام والتفهّم لتاريخهم وثقافتهم.
تعزيز الذّكاء –
إنّ إتقان لغات أجنبية والتّحدّث بها من شأنه تحسين وظائف الدّماغ ومن ثمّ تعزيز الذّكاء، وذلك نتيجة قيام الشّخص بالحرص على التّعرّف إلى معاني المصطلحات المختلفة، وقراءة تلك المصطلحات بعدّة معانٍ مختلفة، واستخدام عدّة أنظمة لغوية للتّواصل، كما أنّ هذه المهارة تعزّز القدرة على فهم المشاكل بشكلٍ أفضل ومن ثمّ إيجاد حلول ملائمة لها.
القيام بمهام متعددة –
إنّ الأشخاص متعدّدو اللّغات يتمتّعون بالقدرة على التّبديل بين أنظمة الكلام والكتابة والبنية اللّغوية، وهذه القدرة تُمكّنهم من التّبديل بين المهام المختلفة بسهولة، ومن ثمّ إنجاز مهام متعدّدة في الوقت ذاته، وقد أثبتت إحدى الدّراسات أنّ المشاركون متعدّدو اللّغات قاموا بتجربة القيادة في جهاز تمثيل أو محاكاة القيادة إلى جانب القيام بمهام أخرى منفصلة في الوقت ذاته بشكلٍ أفضل من المشاركين الآخرين.
الفوائد الأخرى لتعلّم اللّغات –
يُحسّن تعلّم اللّغات المهارات التّحليلية عند الطّلبة، إلى جانب مهارات العمل والإبداع وحلّ المشاكل، ويعزّز إيجاد فرص للمشاركة في الأعمال التّجارية، والطّبّ، والقانون، والتّكنولوجيا، والصّناعة والتّسويق، ويعزّز مهارات الاستماع، ويُدرك من خلالها الشّخص التّرابط بين اللغة والطّبيعة البشرية.